الأحد، 23 ديسمبر 2012

الفلسفة والعلم


-III     الفلسفة الغربية المعاصرة:      الفلسفة والعلم
تقديم : 
 غالبا ما يربط مؤرخو الفلسفة بداية الفلسفة المعاصرة ببداية المنتصف الثاني من القرن 19 م. و من أهم الأحداث التي عرفتها الفلسفة المعاصرة هناك حدثان بارزان : يتمثل الأول في الثورة العلمية في مجال العلوم الدقيقة كالرياضيات و الفيزياء والبيولوجيا . و يتمثل الثاني في ظهور ما يسمى بالعلوم الإنسانية كعلم النفس و علم الاجتماع و الأنتربولوجيا. و قد استفادت الفلسفة المعاصرة من هذين الحدثين فاتجه اهتمامها أولا إلى دراسة و نقد المعرفة العملية في إطار ما يسمى بالدراسات الأبستمولوجيا (فلسفة العلم)، و اتجه اهتمامها ثانيا إلى دراسة الإنسان والاهتمام بقضاياه الأساسية كمسألة الإدراك و الوعي و علاقتها بالعالم ، و كذلك البحث عن معنى الوجود الإنساني، و معالجة قضايا الإنسان السياسية و الاجتماعية. كما يمكن أن نشير أيضا إلى اهتمام كثير من الفلاسفة المعاصرين بنقد المفاهيم الفلسفية الكلاسيكية في محاولة منهم لتجاوز الفلسفة الميتافيزيقية و إعادة الاعتبار للجوانب المهمشة و اللامفكر فيها.
·  نص راسل « Russel »
      هو برتراند راسل (1872 – 1970 ) فيلسوف و عالم رياضي انجليزي اهتم بالدراسات المنطقية و الإبستمولوجية، كما اهتم بقضايا و مشكلات الفلسفة. من مؤلفاته: “مبادئ الرياضيات” و” مشكلات الفلسفة”.

                     1-أسئلة الفهم :

1- تصبح معرفة ما علما عندما تصبح مرتكزة على أسس متينة.
2- من بين الأعمال التي يقوم بها الفيلسوف هو التفكير في مناهج العلوم، و التأمل الشمولي في القضايا        المصيرية للإنسان.
3- يبدأ التفكير الفلسفي التأملي حين يصل المرء إلى مناطق الحدود و يتجاوزها و تعتبر مناطق مجهولة بالنسبة إليه.
4- الفلسفة مغامرة فكرية يستهدف من خلالها الفيلسوف  البحث عن الحقيقة لذاتها و ليس لأي غرض آخر.

               1-الإطار المفاهيمي ص 36 :


1 – يكون العلم علما عندما يرتكز على أسس متينة، و المقصود بالأسس المتينة هي احتواء العلم على موضوع معزول و محدد من جهة، و احتوائه على مفاهيم و مناهج تجريبية من جهة أخرى.


2- الفلسفة هي التفكير في مناطق مجهولة توجد خارج أرض العلم. و يمكن تقديم مثالين على ذلك:


- الفلسفة دراسة نقدية للمناهج العلمية.


- الفلسفة تفكير تأملي في مسار العلم و غايته.


3- الفلسفة مغامرة استكشافية تأملية تقوم بوظيفتين رئيسيتين: 


- وظيفة أنطولوجية : استكشافية تتوجه إلى آفاق العلم و مقاصده بالنسبة للإنسان .


- وظيفة إبستمولوجية: نقدية تتوجه إلى مسائل وقضايا منهجية في العلم.




                  خلاصة محور: محطات في تطور الفلسفة.

-بعد أن تبين لنا في المحور الأول من المجزوءة أن ظهور الفلسفة بالمعنى الدقيق كان مسرحه بلاد اليونان القديمة، تبين لنا في المحور الثاني أن الفلسفة انتقلت إلى بلاد الإسلام، و أن المسلمين عملوا على ترجمة الكتب الفلسفة اليونانية وشرحها. غير أن هذا لا يمنع من أن الفلاسفة المسلمين اهتموا بقضايا أملتها عليهم ظروف عصرهم، ومن أبرزها إشكالية العلاقة بين الفلسفة والدين. ثم إن الفلسفة ستنتقل من جديد إلى أوربا العصر الحديث، و سيهتمفلاسفتها كديكارت و كانط بمسألة المنهج و بإمكانيات العقل و حدوده في المعرفة.

-أما الفلسفة المعاصرة فستتجه إلى معالجة قضايا واقعية و ملموسة، و ستتخلى عن بناء الأنساق الفلسفية الكبرى. هكذا سيعمل الفلاسفة المعاصرون على تفكيك و نقد المفاهيم و النظريات الفلسفية التقليدية، كما سيتجه الكثير منهم إلى الاهتمام بقضايا العلم و نقد المعرفة العلمية.


-هكذا يتبين لنا أن الفلسفة في كل لحظة من لحظات تطورها تفتح تفكيرنا على قضايا جديدة و على طرق جديدة في التفكير و التحليل.

هناك تعليقان (2):